ظهر نوع جديد من الاعتداء على حقوق العمال، فبعد أن سلبوا الحق في الإضراب السلمي، بفصل 44 منهم فصلًا تعسفيًا، تم الاعتداء على ثلاثة منهم اليوم بالصاعق الكهربائي، ويروي صلاح عبدالعاطي، عامل الخدمات في الشركة، ما تعرض له اليوم، مؤكدًا أنه بسبب مطالبة العمال بحقوقهم في أرباح الشركة، فهو واحد ممن تم الاعتداء عليهم بالكهرباء، مع زميل آخر فتح ذراعه نتيجة الضرب بجهاز الصاعق الكهربائي، وثالث صعق.
كان مدير شركة كريستال عصفور، رجل الأعمال وليد عصفور، أمر بإجازة للعمال لمدة أسبوع كامل دون إعلان سبب واضح لذلك، ثم أصدر إعلانًا آخر على أن يبدأ العمل يوم السبت في الشركة، وفقًا لـ"صلاح"، وعقب وصول الوردية الصباحية، سمح مدير الأمن بدخول الفتيات اللاتي يعملن في أقسام التشطيب، وعند محاولة دخول العمال الذكور، تصدى لهم مدير الأمن اللواء محمود الدرديري، واعتدى عليهم مستخدمًا الصاعق الكهربائي.
"إحنا بنطالب بحقوقنا بشكل مشروع.. وأضربنا عن العمل من غير شغب"، يؤكد صلاح أن العمال لم يبادروا بأي فعل ضد الإدارة التي فصلت 44 منهم، فصلًا تعسفيًا لأنهم أول من طالبوا بحقوقهم في الأرباح، وأن تضاف على الراتب الأساسي لهم، ومع ذلك لم يهدأ العمال بل ازدادت ثورتهم، ويقف الآن أكثر من 3 آلاف عامل خارج بوابات الشركة، حيث دخلوا في إضراب آخر لصرف مستحقاتهم وللدفاع عن عملهم كما أوضح صلاح.
ولكن صرف الأرباح، ليس السبب الوحيد وراء فصل العمال ومنعهم من الدخول، ولكن هناك سببًا آخر، وفقًا لصلاح، وهو أن وليد عصفور، جلب إلى الشركة ماكينات جديدة لا تتطلب كم العمال العاملين بها الآن، بل يحتاج فقط 5 آلاف من 15 ألفًا يعملون بالفعل، ما جعله يفتعل بعض المشكلات مع العمال ويفصلهم من عملهم، لكن صلاح يؤكد: "مش هنسكت".
توجه بالفعل أكثر من 60 عاملًا إلى محكمة شبرا، بعد الاعتداء عليهم، لتقديم بلاغ إلى المحامي العام، وقدموا بلاغين آخرين إلى النائب العام، ضد مدير الشركة، رجل الأعمال وليد عصفور، ومدير أمن الشركة، اللواء محمود الدرديري، وبعض معاونيه في الأمن، وتتضمن الإجراءات التصعيدية للعمال وفقًا لصلاح، الاعتصام عند مبنى الإذاعة والتليفزيون، وذلك لأجل غير مسمى لحين تحقيق مطالبهم، مؤكدًا أن عمال الوردية الثانية والثالثة سيتضامنون معهم، لتكوين كتلة عمالية ضخمة في مواجهة مدير الشركة.
ويستنكر صلاح معاملة العمال بهذا الشكل المهين، مضيفًا أن القطاع الخاص يمكن أن يتسبب في خراب البلد، نظرًا لأنه يعمل به أكثر من 18 مليون عامل، إذا تم تسريحهم، لن يستقر اقتصاد البلد مرة أخرى، وختم كلامه: "البلد عايزة مننا إيه بالظبط؟، يعني مفيش حد هيجيبلنا حقنا؟".
إرسال تعليق