في الطريق إلى مشاويرها كانت مريم حازم تتعثر في الكثير من الأكياس البلاستيكية، الشابة العشرينية تعرف أن مشكلة القمامة من أكبر المشاكل التي تواجه مصر، لذا قررت وزملائها في السنة النهائية من كلية الفنون التطبيقية التركيز على تلك المشكلة عبر مشروع تخرجهم الذي توصلوا من خلاله إلى طرق مبتكرة للتخلص من أخطر مكونات القمامة، وهي الأكياس البلاستيكية.
"الفكرة بسيطة خالص، حاولنا نحل مشكلة الزبالة في مصر، عملنا أبحاث وعرفنا أن الأكياس البلاستيك من أكتر المواد المهدرة في مصر، و نسبة قليلة جدا من المصانع بيعملوا إعادة تدوير للأكياس البلاستيك، لذلك قررنا إعادة استخدامها بدل إعادة تدويرها" ترى "مريم" أن إعادة التدوير تستهلك طاقة وأجهزة ومجهود ضخم، لذلك يقومون بتجميع الأكياس وتعقيمها وتقطيعها في خيوط رفيعة لكي تتحول عبر مجموعة من الأنوال إلى "قماش".
لا يتسوعب الكثيرون الفكرة كيف يمكن للأكياس البلاستيكية التي يُلقي بها الناس عقب استخدامها في القمامة أن تتحول إلى "قماش" لكن مريم وأصدقائها يسارعون بالتوضيح أن الأمر بسيط للغاية وأنهم دشنوا مشروعهم الخاص فعلا عقب التخرج من الكلية والذي بدأوا من خلاله في تقليص حجم القمامة التي يكون مصيرها إما إلى الشارع أو البحر أو يتم دفنها، رغم إمكانية استخدمها في صنع منتجات جميلة وتشغيل أيدي عاملة.
"بنحاول نرجع حرفة قديمة مابقتش موجودة، مشروعنا اسمه "ريفورم استوديو"، هدفنا الأساسي حل مشكلة كبيرة في مصر ونقدر نقول إننا نجحنا ونتمنى لو نتوسع وما يبقاش في كيس واحد في مصر على الأرض". هند رياض ومريم حازم الصديقتان اللتين تخرجتا في كلية الفنون التطبيقية قسم تصميم صناعي، جعلوا من القمامة مشروع العمر: "دخلنا مسابقات عالمية، ودخلنا مسابقة هنا في مصر تبع المجلس التصديري الأعلى للأثاث خدنا الجايزة الذهبية ومسابقة في إيطاليا في ميلانو وكسبنا المركز الثاني على العالم، والسنة دي دخلنا مسابقة في إيطاليا وكسبنا الجايزة الفضية، والقماش اللي بننتجه بيتحول لقطع جمالية بتضاف للأثاث بطرق مختلفة تضفي جمال وبألوان مميزة، زي الشفاف والأبيض والأصفر، معانا خمس عمال في الورشة وإحنا 3 مصممين بنتخيل الأشكال اللي المفروض تطلع".
إرسال تعليق