بعد عشرة أيام من عرض مسلسلات رمضان، وضع عدد من النقاد تقييماً أولياً لهذه المسلسلات، واتفقوا على أن عدداً كبيراً منها لم يكن على المستوى، وأن الأعمال الجيدة قليلة، ومنها مسلسل «سجن النسا» الذى كان هناك ما يشبه الإجماع على جودته.
الناقد طارق الشناوى قال: إن «سجن النساء» يحتوى على حس جماهيرى أكثر من «ذات» الذى عُرض العام الماضى؛ لأن جانب الرصد الاجتماعى كان أعلى وأقوى، رغم الإشادة بـ«ذات» العام الماضى، لكن جماهيرياً «سجن النسا» أفضل مسلسل حتى الآن.
وأشار «الشناوى» إلى أن «السبع وصايا» جيد جداً، والكاتب محمد أمين راضى والمخرج خالد مرعى أصرا على كسر النمط التقليدى للدراما من خلال مسلسلهما الذى عُرض العام الماضى «نيران صديقة» وهذا العام قدما «السبع وصايا» واستطاعا أن يقدما حكاية «ممسوكة»، سواء من التتابع أو الإثارة، كما أن أداء الممثلين عال جداً، سواء سوسن بدر أو رانيا يوسف أو ناهد السباعى أو هنا شيحة أو صبرى فواز.
وأضاف: «سرايا عابدين» يحتوى على مشاكل تاريخية كثيرة، والمخرج للأسف يكرر دائماً نفس المشاهد، مثل مشاهد بهو السرايا التى لم تكن موجودة من الأساس، ومن العيب أن تكون هذه الأخطاء موجودة، ويسرا بالغت فى أداء دور «خوشيار» كثيراً، وهذا خطأ فى فن الكاميرا، والمفروض أن تصبح أكثر هدوءاً، حتى إنى أشعر وكأنها مارى منيب فى مسرحية «إلا خمسة».
وعن «صاحب السعادة» قال: إن قوته تتمثل فى عادل إمام فقط والعمل يسير بقوة الدفع. وحول «صديق العمر» قال: «حدث ولا حرج.. هناك خطأ فى اختيار جمال سليمان لتجسيد شخصية عبدالناصر، واعتراضى عليه ليس لأنه سورى، بل بالعكس هو فنان جيد، لكنه لا يملك القدرة على تأدية اللهجة المصرية، على عكس تيم حسن الذى استطاع أن يقدم شخصية الملك فاروق بجدارة، وجمال عبدالناصر من المستحيل أن تتنازل عن أى تفصيلة متعلقة به، وحتى السوريون أنفسهم لم يقتنعوا به، بالإضافة إلى أن هناك أخطاء متعلقة بالفنانين فى وقت الوحدة الوطنية ووقت النكسة؛ فعلاقة الصديقين لم تتغير فى المسلسل، وهذا على عكس الحقيقة، بالإضافة إلى أن الأفلام المصرية طبعت صورة معينة لدى الناس عن برلنتى عبدالحميد، وبالتالى من المستحيل أن تكون هى درة».
وفيما يخص «السيدة الأولى»، قال: المرأة التى تحكم لن تخرج عن ليلى الطرابلسى فى تونس أو سوزان مبارك وجيهان السادات فى مصر، وأعتقد أن اختيار غادة عبدالرازق هذه المرة كان يعوزه الكثير من الذكاء. وعن هيفاء وهبى التى تخوض تجربة الدراما لأول مرة من خلال «كلام على ورق» قال: لأول مرة أرى «هيفاء» تحاول بالفعل تجسيد شخصية غير شخصيتها، وتحاول بجدية أن تؤدى الدور، ويعود الفضل فى ذلك إلى المخرج محمد سامى، لكن العمل بصفة عامة تجارى.
وأشادت الناقدة ماجدة موريس بـ«سجن النسا» وقالت إنه رائع ومكتمل العناصر، كما أشادت بـ«عد تنازلى».
وعن «صديق العمر» قالت: «لا نستطيع أن نقلل من أهميته، لكن جمال سليمان لم يستطع نطق اللهجة المصرية». وحول «سرايا عابدين» قالت: إن صناع العمل أعلنوا أنه ليس مسلسلاً تاريخياً ولكنه يعانى الارتباك والتخبط رغم أن إنتاجه جيد.
واتفقت معهما الناقدة خيرية البشلاوى فى أفضلية «سجن النسا»، وعن «عد تنازلى» قالت: إن به قدراً من الإثارة والأداء التمثيلى الجيد من طارق لطفى وكندة علوش وعمرو يوسف، بالإضافة إلى أن النسيج الدرامى متماسك، أما «سرايا عابدين» فلم يحتوِ فقط على أخطاء، إلا أنه أيضاً «سرايا بيئة» وليس «سرايا عابدين»؛ فالمناخ الملكى يوجد دائماً فى المسلسل التركى، ولم أجده فى هذا العمل. وعن «السيدة الأولى» قالت إنه بعيد عن أى خيال واقعى؛ لأن غادة عبدالرازق تنقصها شخصية السيدة الأولى التى تعتمد على ركائز معينة، مثل السيطرة والكاريزما.
وكان للناقد عصام زكريا رأى آخر؛ حيث قال إنه لم يلفت انتباهه سوى «سجن النسا»؛ لأنه معالجة واقعية جادة لمشاكل موجودة فى المجتمع. وأضاف أن «تفاحة آدم» لفت انتباهه أيضاً لأنه يتعرض للفساد الموجود فى مصر من «الداخلية»، ومن يتحدث باسم الثورة ويقدم نقداً للفساد الموجود فى المجتمع.
أما عن «السبع وصايا» فقال إنه لا يفضل تلك النوعية من الأعمال؛ لأن به خلطاً غير مفهوم بين الغيبيات والرعب والروحانيات، لا أعلم من أين جاءوا به.
وعن «صديق العمر» قال: أتابعه من جانب الفضول السياسى، لكنه سيئ فى بعض جوانبه، وهو نفس الحال لمسلسل «سرايا عابدين» الذى يتمتع بعرض إكسسوارات وديكورات رائعة فقط.
ورأت حنان شومان أن «سجن النسا» متماسك ومصنوع بمهارة وبتفاصيل دقيقة. وأضافت أنها أعجبت جداً بـ«ابن حلال» لأنه مصنوع بشكل جيد، كما أن «دهشة» يعبر عن فكرة العمل الملحمى، وهو عمل قيم بالتأكيد، وعن «سرايا عابدين» قالت إنه خيب آمالها بعد الإنتاج الضخم، وأحداثه غير واقعية، أما «فرق توقيت» فعمل جيد، لكنه ليس عبقرياً وليس به جديد، ونفس الأمر بالنسبة لـ«إمبراطورية مين» الذى يذكرنى بـ«كلمتين وبس» لفؤاد المهندس، وأيضاً «الكبير قوى» الذى يلعب فى المضمون، و«صاحب السعادة» الذى يلعب فى ملعبه، أما «جبل الحلال» فرغم الإنتاج الضخم والإبداع فى التصوير والإخراج، لكنه درامياً يزعجنى، أما هيفاء وهبى فى «كلام على ورق»، فهى تؤدى جيداً وأفضل بكثير مما سبق، لكن المخرج محمد سامى يتعامل مع المسلسل وكأنه يصور «كليب»، أما محمد سعد فى «فيفا أطاطا» فهو يشهر إفلاسه علناً والعمل دون المستوى.
إرسال تعليق